الهواء داخل النفق خانق وتفوح منه الروائح الكريهة ويمكن أن ينهار في أي لحظة ويمكن أن تظل تسير داخله حتى تصل إلى نصفه دون وجهة محددة أو مخرج لمسافة نصف كيلومتر وإن كنت تعاني من رُهاب الإحتجاز فلا تقترب من هذه الأماكن ففوقك يقع 20 متر من الضخور والرمال .
وعلى الرغم من كل الصراع الذي يحدث فوق الأرض حتى الآن فبالتأكيد الوضع تحت الأنفاق أيضاً غير هادئ حتى الممرات التي تصل إلى رفح والتي تمتد بين مصر وغزة ولا تُسمع فيها سوى أصوات حركة الناس داخلها وحركة نقل البضائع والأسلحة
يمكن أن يمتد عمق النفق إلى 20 متر تحت سطح الأرض في بعض المناطق وعلى عكس الكهوف الطبيعية المسافرين داخل هذه الأنفاق لا يذهبون إليها بغرض البحوث فيكون المسافرين داخلها ناقلين للدعم إلى غزة ولكن غالباً ما يكون المسافرين بها من المهربين والخارجين على القانون وتظل الأنفاق تعمل على الرغم من كثرة محاولات تدميرها وإغلاقها بمعدلات مختلفة
وتلاحظ داخل الأنفاق أنها مدعمة ضد الإنهيار ويصل إلى قطاع غزة الكثير من البضائع من الطعام والأدوية والملابس والسولار والانابيب المعدنية والورق والكثير من الأدوات ولكن معظم هذه البضائع مهرب بشكل غير قانوني للأسف
وبسبب القيود التي تفرضها اسرائيل أكثر وأكثر على قطاع غزة نشطت الأنفاق بشكل كبير في الفترة الأخيرة لنقل الغذاء ومواد البناء وحتى السيارات
وفي وقت الحرب على غزة تم تهريب الأطباء الأوروبيين خلال الأنفاق للوصول إلى القطاع لمعالجة الجرحى ولكن لا يمكنك تخيل مدى صعوبة السفر داخل هذه الأنفاق
مهمة بناء الأنفاق تعتبر مهمة صعبة وخطيرة والكثير من الناس يموتون وهم يحفرونها وخاصة إذا كان طولها أكبر من 1 كيلومتر ويختلف طول وعرض النفق من منطقة إلى أخرى
وتحتوي الأنفاق على بعض الحاويات التي تستخدم في سحب البضائع داخل النفق ويستخدمه الناس يوميًا رغم كل المخاطر التي يمكن أن تواجههم فيه حيث أنه في عام 2008 وصل عدد العمال المستخدمين لنفق من هذه الأنفاق من20000 إلى 25000 عامل
وفي الآونة الأخيرة وصلت تقديرات البضائع التي تصل إلى قطاع غزة من الأنفاق نحو نصف مليار دولار سنوياً مما يجعلها جزءاً حيوياً من إقتصاد غزة
كما أن حفر مثل هذا النفق ليس عملًا رخيصًا حيث أن 500 متر من هذا النفق يتم تكلفتها 11300 دولار ولزيادة الدعم وزيادة الأمان يمكن ان تصل تكلفته إلى 185500 دولار وطبعًا بالنسبة للذي قام بالحفر لابد أن يكون العائد منه أكثر من ذلك بكثير
بعض الأنفاق يمكن أن تصل إليها الكهرباء فهذه الأنفاق مثلها مثل أي تجارة بالنسبة لأصحابها يقومون بتحسينها لتدر عليهم المال أكثر
لوحة مفايتح الكهرباء للنفق |
وتوجد مداخل سرية للأنفاق يعرفها المتعاملون معها وأصحابها بالطبع هذه الخيمة البلاستيكية مدخل لنفق ما
تعليق :
ستظل أرض فلسطين عربية وسنحررها وأعتقد أن الوقت قد إقترب كثيرًا سواء نحن أو أبنائنا أو أحفادنا هذا هو قدرنا ، علموا أولادكم أننا سنعود مهما طال بنا الزمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق